responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 223
تزداد حتى تتنسّم غوارب المجد [1]، ولا يمكن لأية قوة فى الأرض أن تضعف هذه القوة، أو تنال من تلك الأمة وهى على هذا الحال.
ولا تزال الأمة كذلك بخير حتى تنسى الغاية، وتجهل المثل، وتضل المنهاج، وتؤثر المنفعة والمتعة على الجهاد والتضحية، وتهن العزائم، وتضعف الإرادات، وتنحل الأخلاق، ويكون مظهر ذلك: الإغراق فى الترف، والقعود عن الواجب، وحينئذ تأخذ الأمة فى الضعف، ويدب إليها دبيب السقم الاجتماعى، ولا تزال تضعف حتى تتجدد أو تبيد.

[سبيل التجدد والإبادة]
وسبيل التجدّد: أن يتيح الله لها الطبيب الماهر فيهتدى إلى الدواء الناجع، وتتبعه الأمة فى تناول هذا الدواء، فتموت جراثيم المرض، وتعود إليها القوة، وتلك مهمة المصلحين والقادة، مصابيح الهدى، وشموس النهضات، بهم تنجلى كل فتنة عمياء.
وسبيل الإبادة: أن تسدر الأمة فى غيّها، وتظل هائمة على وجهها، لا تصيح لناصح، ولا تسمع لمرشد حتى تحين فيها ساعة الفناء.
هذه السّنّة الربّانية فى بناء الأمم تقرّرها هذه الآية الكريمة، فلا بد للمصلحين المجاهدين فى سبيل إحياء الأمم، وإعادة قوتها ومجدها أن يصمدوا لكل خطب، ويحتملوا آلام الجهاد حتى تتحقق غايتهم، فيكون جزاؤهم النصر (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
ولم تتخلف هذه السنة أبدا فى قديم ولا حديث، حتى مع أفضل الرسل وخير الأنبياء وصفوة الخليقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغرّ الميامين، والله تبارك وتعالى يقول: الم [1] أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ [العنكبوت: [1] - 3].
وفى الصحيح: أنّ هرقل حين سأل أبا سفيان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل قاتلتموه؟

[1] تتنسم: أى تشم، انظر: مختار الصحاح 658. وغوارب: جمع غارب، والغارب أعلى الشيء، انظر:
لسان العرب (1/ 644). ومعنى الجملة: أى تشم عوالى المجد والعزة.
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست